السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة في 28 من العمر أحب أن أقدم يد المساعدة لكل الأشخاص الذين يحتاجونها و مشكلتي إني عاطفية جدا فلكم ما حصل معي:أعرف صديقتي منذ مدة طويلة وأعرف جميع أفراد عائلتها ما عدا شخص واحد كان يسمع عني وأنا كذلكوفي يوم تعرفت عليه ورأيته وهو يزور أهله وهو من الأشخاص الذين يحتلون منصب مرموق بالحكومة فطلبت منه أخته أن يساعدني لألتحق بوظيفة في نفس الدائرة
ومن هنا بدت قصتي معه في البداية كان يناقشني بالأمور الدينية فأحببت هذه النقاشات معه فأصبح يتحدث معي باليوم أكثر من مكالمة لو لم يتحدث معي أنا أكلمه وبعدها أصبحنا منجذبين لبعضنا بطريقة غريبة حتى أصبح يخبرني من كل شيء متضايق منه إن كان في عمله أو بيته وعلاقته مع زوجته وطلب مني عدة مرات أن أخرج معه لأنه يرتاح لي ويحبني كثيرا
وحلف بالله أكثر من مرة بأنه يريدني بالحلال لكن كنت أرفض الخروج معه ولا أدري كيف حصل هذا معي بأني وافقة وخرجت معه فحاول اقناعي بأنه عندما يلمسني ويلمس جسدي بدون خلع ملابسي ليس بحرام رفضت بشدة ولم أخرج معه لكن بقي ورائي حتى جعلني أخرج معه
وحين يلمسني ويقبلني وينتهي يجلس يستغفر ربه ويقول لي استغفري الله فإن الله يغفر الذنوب وقد ورطت بهذا وأخاف بأن الله لن سامحني ولا أدري كيف أكف عن هذا الإدمان الذي أصابني أرجوكم ساعدوني وبسرعة أرجوكم بسرعة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد.
إن مشاكل العلاقات التي تحدث بين الجنسين كثيرة ولكنها تأخذ في الازدياد كلما توطدت العلاقة ، فهي تبدأ صغيرة ثم تأخذ في الكبر، وكلما زادت العلاقة وما يترتب عليها تزداد صعوبة المشكلة، ومع ذلك فان حل هذه المشاكل سهل يسير على من يسره الله عليه .
مما يعين على حل هذا النوع من المشاكل أمور:
1. الاستعانة بالله سبحانه ، والتوجه له بالدعاء ، وكثرة النوافل.
2. العزم والإصرار وقوة الشخصية ، فهذه المشاكل تحتاج إلى قوة إرادة وعزيمة في إنهاء العلاقة فورا، لأن هذه العلاقة مثل النار كلما وضعت فيها حطبا ازدادت اشتعالا ، وكلما حدثت مكالمة أو مقابلة أو لقاء أو غيره قويت العلاقة ، ونظرا لأن المرأة عاطفية يحاول الرجل ابتزازها ، ويسهل تنازلها تحت ضغط العاطفة، فتقع الطامة، ويكون الخاسر هو الفتاة دائما.
3. معرفة العواقب التي تترتب على استمرار هذه العلاقة، وأهمها :
* غضب الله سبحانه ، واستحقاق عقوبته، لأن هذا الذي تقومون به حرام شرعا، فلا يحل لرجل أن يمس امرأة لا تحل له فضلا عن يقضي معها شهوته من خلال التقبيل، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ما مس يد امرأة قط”، وقال عليه السلام كما في الحديث الصحيح :”لأن يزحمن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه خير له من أن يمس يد امرأة لا تحل له” صححه الألباني، بمعنى أنه لو ضرب شخص بمخرز (إبرة كبيرة)من حديد في رأسه أفضل له من أن يمس يد امرأة لا أن يقبلها .
* خسارة المرأة لحيائها وسمعتها وكرامتها، وربما شاهدها بعض الناس فتصبح مقالة على السنة الناس، فتضيق عليها الأرض بما رحبت ، وربما تنازل عنها هذا الشخص الذي يحاول العبث بها فتبقى وحيدة بسمعة سيئة.
* أن العلاقة قد تتطور (وهذا هو الغالب)وأسأل الله أن لا يحدث هذا فينال هذا الرجل من شرف المرأة فتصبح المرأة في ضنك كبير ، كما قال تعالى:( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى) كل ذلك لإرخاء العنان للعاطفة أو الشهوة التي يزيدها ويزينها الشيطان، قال تعالى:(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء).
واعلمي أختي الفاضلة أن هذا الرجل مخادع ويظهر ذلك من خلال ما يلي :
1. أنه يفتي بغير علم ، وقد حاول استجرارك من خلال الدين في نقاشاته، ولا أحد من العلماء أبدا يقول إن تقبيل المرأة ومس جسمها جائز ولا حرمة فيه ، بل باتفاق أن مس المرأة بشهوة حتى ولو بحائل محرم .
2.أنه يحاول إثارة عاطفتك بإشعارك أنه محتاج إليك وأنه يعيش هموما يبثها إليك ، وربما يكون كلامه معسولا لإثارة العاطفة لديك.
3. أنه يدعي انه يريدك بالحلال ، وليست هذه طريقة من يريد الحلال ، فمن يريد الحلال يأتي البيوت من أبوابها، ويذهب ويطلبك من أهلك.
4. أنه يحاول إظهار ورع بارد بالاستغفار بعد كل مرة يمس فيها جسدك، والاستغفار والتوبة يجب أن يكون معها عزم على عدم العود ، أما يفعل هذه الفعال ثم يظهر الاستغفار فهذا نوع خداع ، والعلماء يقولون: لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار، فإن استحلال الصغائر (الذنوب الصغيرة )يجعلها كبيرة ، كيف وهذا الذي يفعله وتسمحين له به ليس من الصغائر!
ويمكنك التأكد من أنه مخادع أم لا من خلال:
1. طلب الزواج منه مباشرة، فإن سوف أو قال سأفعل ذلك قريبا أو أن أحاول أن أهيء زوجتي لقبول زواج آخر أو أي عذر فاعلمي أنه مخادع يحاول أن يستمتع بفريسته ثم يرميها ويبحث عن فريسة أخرى، لأنه لو كانت نيته شريفة فانه سيكون حاول من قبل، ومن يبحث عن الحلال يضحي من أجله.
2. حاولي أن تسأليه هل يقبل أن تخرج أخته مع رجل ويفعل معها كما فعل معك، ستلاحظين ردة الفعل العجيبة.
نصيحتي لك أختي الفاضلة:
1.الإقلاع عن هذه المعصية مباشرة ، والتوبة والاستغفار واعلمي أن الله يقبل التوبة من عباده مهما كان ذنبهم.
2.حزم الأمر معه فإما أن بخطبك من أهلك ويتزوجك وإلا اقطعي العلاقة معه مباشرة، واشطبي رقم هاتفه من جوالك.
3. لا تسمحي له بمساومتك أو مقابلتك أبدا إلا بعد الخطبة.
4. احذري أن يكون قد حصل منك على صور أو أي شي خاص بك.
5. استعيني بأناس من أهلك ممن يستطيع أن يتفهم مشكلتك ويكون سلاحا لك في مواجهته.
6. إذا تهرب من الارتباط بك حاولي أن تنتقلي من العمل الذي يجمعك به ، حتى وإن اضطررت إلى ترك العمل وتذكري أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، واعلمي أنه تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
وختاما : أسأل الله أن يعينك ، وأشكر لك محاولتك تصويب وضعك ، واستعيني بالله ولا تعجزي .