استشارات الدكتور امجد سعادة

الشهوة المشتعلة (2)…. وعلاج العادة السرية عند المتزوجين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك ظاهري الالتزام ولله الحمد ، أدرس العلوم الشرعية ، متزوج منذ 8 شهور وعمري 20 سنةوفقني الله للزواج والحمدلله في هذا السن المبكر والذي جعلني اتزوج هو طلب العفة

كنت قبل الزواج مولع بالشهوة أنظر إلى الصور والافلام وافتتن بالنساء بسرعة لدرجة أني افتن بيدها وعينها وهي متحجبة ، مفتون بالمردان أسأل الله العفو والعافيةأشاهد الصور الاباحية وامارس العادة السرية وافكر كثيرا بالحرام – مجرد تفكير – وقد يصل إلى الهم به نسأل الله السلامة والعافية وأن يتوب علينا

بعد الزواج زالت مني هذه الامور لكنها عادت بعد مضي 3 أشهر تقريباما عدا العادة السريةفصرت اتلهف لمشاهدة الصور والبحث عنها وكذلك النظر الى المردان
وأيضا شهوتي كبيرة وباقية كما هي لم تخف بعد زواجي
إضافة إلى حب للجماع وكثرة تفكيري فيه
هل يمكن ان السبب هو اني لم افرغ شهوتي مع زوجتي في الجماع وعدم استمتاعي بها جيدا أول الزواج

وسبب ذلك ان بداية الزواج كانت زوجتي تتألم من الايلاج ولما تحسنت الأمور حملت وبدأت تتوحم علي وتكره الجماع ولما خف الوحم بقي انها حامل وجماعها يكون خفيف ولا استمتع معها استمتاع كامل
أرجو ان المعلومة والمشكلة قدو وصلت أسأل الله أن يتوب علينا وأن يغفر لناوالسلام عليكم ورحمة الله
وجزاكم الله خيرا

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم .

الأخ الفاضل أبو محمد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد.

إن نعم الله على العبد كثيرة ، و قد ينعم على عبد بنعم يحرم منها غيره، والله سبحانه قد منَّ عليك بنعمة الزواج ونعمة هذا الحمل (الجنين)، وحري بالعبد شكر هذه النعم ، قال الشاعر:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بذكر الإله
فإن الإله شديد النقم

ولعل سبب الأمر الذي تعانيه يعود لأمور تظهر من خلال مقالتك ، لعل أبرزها ما يأتي:

أولا: إن من أعظم الأسباب التي تفقد الإنسان توازنه الجنسي هو (عمله على زيادة المهيجات الجنسية ولا منفس لها) ، فيظن البعض أن بنظره إلى المحرمات أو بممارسته للعادة السرية ، أو باتباع النظرة النظرة، إنه بذلك يقلل من شهوته ، وينفسها ، وهذا ظن خاطئ، لأن (الشهوة كالنار كلما ألقمتها حطبا ازدادت اشتعالا).
والحل أن تتقي الأسباب التي تزيد الشهوة ، وتعظم الرغبة ،من نظر محرم ، وفعل محرم، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، لأن هذا الأمر هو أساس ما تعاني، ومما يعين على ذلك هو إعمار وقتك بالأمور النافعة ، من طلب علم وحضور دروس وصحبة صالحة …الخ.

ثانيا: جعلك الشهوة غرضا في حياتك ومقصدا، وحقيقة العلاقات الجنسية هي وسيلة لإشباع الرغبة ، واستجلاب الأولاد، فإن أصبحت مقصدا كما عند الغرب ، فيحاول الشخص أن يتفنن في ممارستها فيغدوا بعد فترة كالمنهوم لا يشبعه شيء، وهذا الذي نجده عند الغربيين ، ومن يحضر أفلامهم ، ويعرف أعمالهم ، فلا تعود الزوجة كافية في قضاء شهوته، فلا يزال يتطلع ويتوسع حتى لا يجد ما يشبعه، ولكن القصد في كل شيء مطلوب .

لذا احرص على أن تتجنب هذا الأسباب وغض بصرك عن كل محرم ولا تطلق لنظرك العنان، ثم اجعل شهوتك طوع أمرك ، ولا تجعل أمرك تبع شهوتك.

ثالثا: إن الحالة التي تعايشها زوجتك من “الوحام” حالة معروفة عند النساء ينبغي مراعاتها، ولكن في نفس الوقت يجب أن تصارح زوجتك بحاجتك وأنها هي السبيل الوحيد لقضاء شهوتك واطلب منها أن تعينك في هذا الأمر ، وأن تجبر نفسها ولو في الحد الأدنى لإعانتك. واكتف بذلك على ما بينت لك. فإن الزوجة ينبغي أن تضغط على نفسها قدر الإمكان محتسبة الأجر عند الله .

وأخيرا أجدد النصح لك بأن تحذر أخي من الفراغ ، أو ملئ الوقت بالمعصية، فالفراغ مع شيوع المعاصي، وتيسر سبلها كالفيديو كليب والمجلات والمواقع الالكترونية، والقنوات الفضائية، ثم الشيطان يسول ويوسوس ، والإنسان يستجيب ويقبل ، ثم تكون نتيجة ذلك الاستدراج إلى محرمات أخرى، فاصرف بصرك، ثم اعمر أوقاتك بطاعة الله من قراءة قران ، وصلاة نافلة ، وداوم على ذكر الله ، واختر صحبة صالحة ترافقها في فراغك ، وحاول أن تعمر أوقاتك بطلب العلم الشرعي ، و اعلم أنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وأن الوقت نعمة ينبغي المحافظة عليها لقوله عليه السلام في الحديث الصحيح عند البخاري ، { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ} .

لمشاهدة الاستشارة على موقع المستشار الرابط هنا

كتب أُخرى