فتاوى الدكتور امجد علي سعادة

حكم القيام بالطاعات والعبادات من صيام او صلاة او صدقة بنية تحقيق مقصود دنيوي

سؤال : إذا تمنى الانسان شيئاً وقام بأداء بعض العبادات  كقيام الليل مثلاً ومقصوده عند القيام بها أن تتحقق له أمنيته .فهل هذا ينافي الاخلاص لله تعالى في عمله وهل يعاقب على ذلك بعدم تحقيق أمنيته؟
 
 
القيام بالطاعات لاجل تحقيق مراد دنيوي او اجابة حاجة او تيسير امر هذا الفعل في اصله جائز ولكن يحذر فيه من امر واحد ، واليك التفصيل:
تقوم ادلة كثيرة على اصل جواز ومن هذه الادلة:
1. اوجب الله سبحانه تقديم الصدقة (طاعة) بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة” المجادلة 12، ومعلوم ان المناجاة قد تكون في امر ديني او دنيوي.
2. في الحديث القدسي المشهور :” من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ، وما تقرب الي عبدي بشئ احب الي مما افترضته عليه،ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به …. ولئن سألني لاعطينه ، ولئن استعاذني لاعيذنه”
فالحديث واضح الدلالة على ان الفرائض والنوافل طريق للتقرب الى الله سبحانه ، وانها تكون سببا لاجابة الدعاء مطلقا سواء كان امرا دينيا او امرا دنيويا.
3.حديث الثلاثة الذين حبسوا في الغار ، فانما توسلوا الى الله سبحانه بصالح اعمالهم ليفرج كربهم وينقذهم من الغار.
4. الادلة الدالة على اجابة الدعاء اثناء الطاعات وبعدها مثل الصلاة ، ودعوة الصائم التي لا ترد عند فطره ، ودعاء الاستخارة عقيب الصلاة ، والاذكار المخصوصة بعد الطاعات …الخ مما لا يتسع المقام لبسطها.
 
اما الامر الذي يحذر منه :
 
ان تقصد الطاعة فقط لقضاء الحاجة دون قصد القربة لله سبحانه ، فحتى نصحح نيتنا ينبغي علينا ان ننوي التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالطاعة والقربة ثم نسأله سبحانه من فضلة وندعوه لحاجتنا ، ونسأل الله ان يعيننا على صلاح نياتنا.
 
فائدة:
 لم تذكر الامنية في القران الكريم الا في سياق الذم ومداخلة الهوى والرغبة المذمومة، قال تعالى :” وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان…” وقال تعالى :” ام للانسان ما تمنى” ، ليس بأمانيكم ولا اماني اهل الكتاب “الحج 51…الخ.

كتب أُخرى