السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للمرأة الصلاة بصوت مرتفع قليلا وهي وحدها في غرفة ؟
وجزاكم الله كل خير
الإجابة :
مشرف موقع وصفحات د.أمجد علي سعادة says:
نعم يجوز لها ذلك ، فإنها إنما نهيت عن رفع صوتها بحضرة الرجال الأجانب ، ولم تُنْهَ عن رفع صوتها على كل حال ، فهي مأمورة بخفض صوتها عند التلبية مثلا في الحج أو العمرة ، ومأمورة بخفض الصوت في أذكار صلوات الفريضة إذا صلينّ مع الجماعة وذلك لأن إظهار المرأة صوتها يخشى منه أن يتعلق بصوتها أحدٌ من الرجال يسمعه فيحصل بذلك فتنة ، ومن أمثلة ذلك في الشرع على سبيل المثال أيضا : أن الإمام إن سها في صلاة الجماعة فإنه لا يشرع للنساء أن يكبرن لتنبيهه كالرجال وإنما يشرع لهن التصفيق لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (التسبيح للرجال ، والتصفيق للنساء)) ، وذلك لئلا يرفعن أصواتهن بحضرة الرجال الأجانب ، و كذلك فإن المرأة لا يشرع لها أن تؤذن ولا أن تقيم للصلاة بل تشترط الذكورة فيمن يتصدى للأذان وإقامة الصلاة ، وهذا لا يعني أن صوت المرأة عورة كما يظن البعض ؛ لأنه لو كان كذلك لما جاز لها الكلام مع الرجال الأجانب أبدًا ، ومعلوم أن المرأة يجوز لها أن تتكلم مع الرجال لحاجة من غيرما خضوع في القول أو تليين له ، وقد قال جل وعلا : ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) ، وقد كانت الصحابيات رضوان الله عنهن يأتين النبي صلى الله عليه وسلم يسألنه عن أمور دينهن وحياتهن ويتفقهن في دينهن ، وكنّ يأتين صحابته من بعده فيسألنهم ، فدل ذلك على أن حديث المرأة مع الرجال الأجانب جائز بشرط أن يكون لحاجةٍ وأن يكون كلاما معروفًا خاليًا من الخضوع واللين ، والله عزوجل أعلى وأعلم .