متن مختصر سهل في العقيدة

  1. متن مختصر في العقيدة 

عقيدة أهل السعادة

لتحميل النص كاملا

للنسخة النهائية المعدلة

متن عقيدة أهل السعادة للمبتدئين – الدكتور امجد علي سعادة

كتب هذا المتن لتدريس دورة في العقيدة في مركز ترتيل في عمان، ويمثل هذا المتن مسائل مما ينبغي على المسلم عدم الجهل بها في مسائل العقيدة بعبارة سهلة واضحة قريبة من لغة العصر، وقد حرصت ان تكون شاملة واضحة التقسيم

متن مختصر شامل في العقيدة

عقيدة أهل السعادة

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه أستعين

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شريك ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، والصلاة والسلام على خاتم رسله وصفوة خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث بالحنيفية السمحة ودين الإسلام الخاتم، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واتبع هداه إلى يوم الدين.

وبعد …

فإنه طلب إلي أن أعقد دورة تعليمية لغير متخصصين من المسلمين في أصول العقيدة والإيمان والمسائل تهم عموم المسلمين مما لا ينبغي للمسلم أن يجهلها مما ثبت بالقرآن وصحيح السنة بفهم الصحابة وأتباعهم، فارتأيت أن أكتب هذا المتن في العقيدة مراعيا سهولة العبارة ووضوح المعاني وشمول المباحث ووجازة الحجم على منهج أهل السنة والجماعة، وذلك أنني لم أجد بغيتي في متون العقيدة القديمة والحديثة مما اطلعت عليه، وذلك إما لتوسعها في الخلافات التي لا ينتفع بها العوام ولا يستطيعون فهمها، وإما لانها تناولت مباحث في الرد على بعض الفرق المنحرفة التي كانت في زمانهم مما لم يعد له وجود في أيامنا هذه، وإما لاقتصارها على بعض مباحث دون بعض، وإما لطولها أو صعوبة ألفاظها فحاولت أن أقدم متنا في مسائل العقيدة يناسب العصر ويقدم الإيمان كما كان في عصر الرسالة الأول، فلم أودع في هذا المتن مسألة إلا قام عليها الدليل من صريح القرآن أوصحيح السنة.

و أسأل الله سبحانه جل في علاه أن يكتب به النفع ويسد به النقص ويرزق من قرأه الفهم وحسن الاتباع ويجنب دارسه والناظر فيه الزلل ويعصمه من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

هذا وما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله ودينه منه براء، وإنني أشهد بأنني أعتقد بما جاء في هذا المتن ظاهرا وباطنا حقيقةً موافقة للكتاب والسنة متبرءاً مما خالفهما فالحجة لهما لا عليهما، ونسأل الله سبحانه أن يثبِّتنا على الإيمان ويختم لنا بخاتمة الصالحين ويثبت أقدامنا في الدنيا والآخرة على صراطه المستقيم…آمين

تم الفراغ من كتابته بفضل الله ومنته في عمان حرسها الله من كل شر وسوء وعموم بلاد المسلمين، وذلك يوم الجمعة11 صفر 1433هـ وفق 6 يناير 2012م.

كتبه خادم العلم الشرعي وأهله

أفقر الورى إلى عفو ربه

أمجد علي محمد سعادة

كلية الشريعة – الجامعة الأردنية

amjsaadeh@yahoo.com

www.amjadsaadeh.com

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ؟. قَالَ:” الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ” رواه البخاري

 

فأقول وبالله التوفيق:

 

  1. 1.  نؤمن بالغيب الثابت بالقرآن والسنة وفق منهج السلف الصالح.
  2. 2.  ونؤمن بتوحيد الله في ألوهيته وربوبتيه وأسمائه وصفاته.
  3. 3.  ونؤمن بالملائكة والجن.
  4. 4.  ونؤمن بالكتب المنزلة من الله سبحانه.
  5. 5.  ونؤمن برسل الله وأنبيائه عليهم السلام ولا نفرق بين أحد منهم.
  6. 6.  ونوالى أمهات المؤمنين والصحابة جميعا وعموم المسلمين ونبغض الكافرين.
  7. 7.  ونؤمن باليوم الآخر.
  8. 8.  ونؤمن بالقدر خيره وشره من الله.

أولا: أصول الإيمان

مجمل أصول الإيمان:

نؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، إيمانا بالقلب وقولا باللسان وعملا بالجوارح لمقتضاه، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

مصدر الإيمان:

ونصدق بكل ما جاء في كتاب الله سبحانه ونسلم به، وبكل ما صح في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والقرون المشهود لها.

منهج السلف في مسائل الإيمان:

ولا نجاوز النص زيادة ولا نقصا، والعقل حاكم به لا عليه، ولا يستقل بعرفة الغيب؛ إذ الغيب مدركه التصديق، والفطرة وآيات الكون دالة على أصل الإيمان.

ثانيا : الإيمان بالغيب

حقيقة الإيمان بالغيب: الإيمان بالغيب حقيقة أبواب الإيمان والعقيدة جميعا، والغيب كل ما غاب عن الحواس، والعقل لا يهتدي إلى معرفة تفاصيله إلا بالنص.

مصدر الغيب: نؤمن بكل غيب ثبت بالقرآن وبصحيح السنة مما تعلق بالله سبحانه فيما أظهره أو استأثر بعلمه، وما تعلق بخلقه من ملائكة ورسل وجن وسماوات وأرض والقضاء والقدر إيمانا يقينياً بلا شك ولا ارتياب.

الإيمان بالغيب السابق: ونؤمن بالغيب السابق من خلق السماوات والأرض والإنس والجان، وما كان من شأن الملائكة وأخبار الرسل ومعجزاتهم والوحي.

الإيمان بالغيب الحالي: ونؤمن بالغيب الحاضر من شأن الله سبحانه مع خلقه رعاية واطلاعا ومن شأن ملائكته معه سبحانه ومع خلقه في وظائفهم، ومن شأن الجن، والروح، ومن شأن أحوال القبور لأهلها نعيما وعذابا.

الإيمان بالغيب المستقبل: ونؤمن بالغيب المقبل مما ثبت من أشراط الساعة وأحوال القبور والبعث وأهوال القيامة وأحوالها والجنة والنار.

ومن جحد شيئا من هذا بعد علمه بثبوته بأدلته المعتبرة شرعا عند أهل العلم فهو كافر خارج من الملة.

ثالثا: الإيمان بالله سبحانه وتعالى

مجمل الإيمان بالله سبحانه:

نؤمن بوجود الله و وحدانيته فهو واحد لا شريك له ولا نظير له ولا ضد له ولا مثيل له في الوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ظاهرا وباطنا ؛ ومن آمن ظاهرا دون اعتقاد فذلك النفاق.

‌أ.   توحيد الألوهية وهو غاية التوحيد ومقصده:

حقيقة توحيد الألوهية:

        نؤمن بأن الله وحده المستحق للعبادة لا اله إلا هو ولا معبود بحق إلا الله وحده علما ويقينا ومحبة وإخلاصا.

إخلاص توحيد الألوهية لله ونواقضه:

وأنه لا شريك له فلا نصرف عبادة إلا له سبحانه ولا نشرك معه غيره في عبادة من صلاة ولا دعاء ولا سجود ولا ذبح ولا توسل ولا استعانة ولا استغاثة فذلك شرك اكبر

القوادح في توحيد الألوهية:

الشرك الأصغر وهو الرياء، والحلف بغير الله.

‌ب.توحيد الربوبية وهو أصل التوحيد ودليله:

حقيقة توحيد الربوبية:

        نؤمن بوجود الله وأنه وحده خالق كل شيء ومدبر أمره وهو المحيي المميت المعز المذل الرازق وما عداه مخلوق مفتقر إليه وكل شيء هالك إلا الله، وأنه خلق الخلق لعبادته وأنه غني عن العالمين لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

إخلاص توحيد الربوبية لله ونواقضه:

ولا ننسب إلى أحد تصرفا في الكون دون إرادة الله سبحانه، فلا رازق ولا خالق، ولا معطي ولا مانع، ولا ضار ولا نافع ، ولا مقدر ولا ناصر، ولا مصرف للكون إلا الله سبحانه، ولا نعتقد ذلك في مَلَكٍ ولا نبي ولا ولي ولا جن ولا انسي، ولا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع، ولا تنفعه طاعة طائع ولا تضره معصية عاصي سبحانه.

القوادح في توحيد الربوبية:

ويقدح في توحيد الربوبية؛ التوجه للقبور ولبس خيط أو تعليق التمائم لاعتقاد نفع أو دفع ضر، والاستسقاء بالنجوم والأبراج والطالع وقراءة الكف والفنجان، وإتيان العرافين والمشعوذين والسحرة وفعل السحر والحجب أوتصديق به.

 

‌ج.   توحيد الاسماء والصفات وهو كمال ما تميز به الخالق عن الخلق:

توحيد الاسماء:

نؤمن بأن لله اسماء حسنى ثبتت بالقرآن والسنة وأن أقلها تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة وأنها كمال كلها لانقص فيها، وأن لله اسماء لا نعلمها ولم نكلف بمعرفتها وأنها جميعا يدعى الله عز وجل بها.

توحيد الصفات:

ونؤمن بأن صفات الله عليا كمال كلها وأنه سبحانه منـزه عن كل عيب أو نقص أو مشابهة للمخلوقين، فنثبت لله سبحانه كل ما اثبته لنفسه من صفات في كتابه وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على طريقة الصحابة الذين زكى الله ايمانهم ومن تبعهم اثباتا كما يليق بجلال الله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل ولاتشبيه.

نواقض توحيد الاسماء والصفات:

ولا نزيد في اسماء الله وصفاته ما لم يرد به نص، ولا ننفي ما ثبت. ولا نثبت ما اختص به الله سبحانه لاحد من خلقه، ولا في ما اشترك في اصل الاسم والصفة على وجه الكمال ، وكل ذلك الحاد في اسماء الله وصفاته.

رابعا: الإيمان بالملائكة والجن

‌أ.  الإيمان بالملائكة

مجمل المعتقد في الملائكة عليهم السلام:

نؤمن بوجود الملائكة وأنهم خلق من خلق الله سبحانه خلقهم من نور قبل خلق آدم عليه السلام، وأن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع وأكثر من ذلك، وأن عددهم كبير لا يحصيه إلا الله ، وأنهم عباد مكرمون مجبولون على الطاعة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

أصناف الملائكة ووظائفهم:

فمنهم الموكل بالرسالات وهو الروح جبريل عليه السلام، ومنهم الموكل بالرزق وهو ميكائيل عليه السلام،ومنهم ملك الموت الموكل بقبض أرواح الناس، ومنهم حملة العرش، ومنهم الملأ الأعلى، ومنهم الموكل بالنار وهو مالك عليه السلام وخزنة النار التسعة عشر، ومنهم الموكل بالجنة وخزنة الجنة، ومنهم الكرام الكاتبين و الملائكة المعقبة التي تحفظ من أمر الله، ومنهم من يلتمس حلق الذكر ومن يؤيد المؤمنين وينصرهم ومن يضع أجنحته لطالب العلم وغير ذلك مما وورد في القران وصحيح السنة.

قوادح الإيمان بالملائكة عليهم السلام:

ونعتقد كفر من جحد وجودهم أو رد شيئا مما اتفق عليه وثبت في القرآن وصحيح السنة من أسمائهم أو أوصافهم أو وظائفهم، أو قال هم إناث، أو نفى علاقتهم بالكون، أو اعتقد أن الله سبحانه مفتقر إليهم أو أنهم ليسوا عبادا لله أو يتصرفون في الكون دون إرادة الله سبحانه.

‌ب.الإيمان بالجن

مجمل المعتقد في الجن:

نؤمن بوجود الجن وأنه من الإيمان بالغيب الذي جاء به القرآن والسنة، وهم عالم من العالمين خلقهم الله سبحانه من نار وهم مخلوقون قبل خلق آدم عليه السلام، وهم خلق خفي لا يرى عادة إلا إن تشكل بإنس أو طير أو حيوان، وغالبا ما تكون الكلاب والحيات، ولهم قلوب وآذان وعيون يأكلون ويشربون ويألمون فيدركم الأذى وقد يؤذون الإنس بالهم والحزن والوسواس والتلبس، ولهم قدرات تفوق قدرات الإنس في العمل والحركة ، وقد كانوا يسترقون السمع من السماء ثم حجبت عنهم بالشهب لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مرسل عليه السلام للجن والإنس.

 حقيقة الجن وأصنافهم وعلاقتهم بالإنس:

والجن مكلفون كبني آدم؛ فنهم مؤمن ومنهم كافر، ومنهم من آمن بالإسلام ومنهم من آمن بالديانات السابقة، ومنهم إبليس وقرين بني آدم من الشياطين يأمرونهم بالشر ويوسوسون ويزينون لهم إياه، غير قرين النبي صلى الله عليه وسلم فان الله أعانه عليه فآمن، وهم مع ذلك ضعفاء عاجزون كبني آدم، لا يعلمون الغيب ولا يقدرون على شيء إلا بإذن الله، ولهم في الآخرة الجنة أو النار كل حسب عمله.

والجن اسم جنس فمنهم الجن المؤمن ومنهم الجن الكافر؛ ويطلق على الجن الكافر شيطان وعلى طغاتهم مارد.

قوادح الإيمان بالجن:

ونعتقد كفر من جحد وجودهم أو قال هم الملائكة، أو اعتقد أنهم يعلمون الغيب.

ويقدح في الإيمان عموما وفي توحيد الربوبية خصوصا اعتقاد أنهم ينفعون أو يضرون بأنفسهم أوانهم يصنعون ما يشاءون دون إرادة الله سبحانه.

ولا تجوز الاستعانة بهم، ومن استعان بهم بطريق كفرية كافر خارج من الملة، والسحرة جميعا كفار.

خامسا: الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه

مجمل الأيمان بالكتب المنزلة من الله سبحانه:

نؤمن بان الله عز وجل قد أرسل الأنبياء والمرسلين وانزل معهم كتبا ليؤمن الناس وليكون لهم منهاجا، ونؤمن بان الله سبحانه انزل صحف إبراهيم عليه السلام وانزل التوراة وصحفا على موسى عليه السلام وانزل الزبور على داوود عليه السلام وانزل الإنجيل على عيسى عليه السلام وانزل القرآن على محمد عليه السلام، وانه انزل كتبا على أنبيائه لا نعرفها فلم تذكر لنا في القرآن أو السنة.

1.صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام: نؤمن بأن الله سبحانه نزل هذه الصحف على إبراهيم وموسى عليهما السلام ولا علم لنا بغير ذلك، والظاهر أن صحف موسى غير التوراة والله أعلم.

2.التوراة: نؤمن بأنها منزلة من الله سبحانه على موسى عليه السلام فيها هدى ونور ليحكم بها أنبياء بني إسرائيل وهي منزلة لليهود خاصة، وأنه سبحانه كتبها بيده، وأن التوراة الحالية محرفة لا نصدق ما فيها ولا نكذبه، وأنه قد طرأ عليها التحريف والتبديل.

3.الزبور: نؤمن بأنه كتاب من الله منزل على نبي الله داوود عليه السلام ولا نعرف له أثرا في أيامنا هذه غير أنه منزل على داوود عليه السلام وأنه جاء فيه أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون.

4.الإنجيل: نؤمن بأنه منزل من الله على نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام وأن فيه هدى ونور و مصدقا لم جاءت به التوراة ومحلا لبعض ما حرم في التوراة، ونؤمن بأن الأناجيل جميعا محرفة وأن ما فيها لا نجزم بأنه من الله ولا أنه محرف إلا ما وافق ديننا فهو من الله وما ناقضه فهو محرف وما عدا ذلك فلا نصدقه ولا نكذبه.

5.القرآن الكريم: نؤمن بأنه منزل من الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه السلام، ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وصفته غير مخلوق، وأنه الكتاب الخاتم أنزل مفرقا على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وأن القرآن ناسخ وملغٍ لكل الكتب والديانات السابق ، وهو الكتاب الوحيد الذي تعهد الله سبحانه بحفظه من التغيير والتبديل والتحريف وهو الموجود الآن بين دفتي المصحف المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، وانه يرفع في آخر الزمان وأن من ادعى تحريفه أو نقصه أو الزيادة فيه أو أنه غير صالح للاحتكام والتحاكم إليه فهو كافر خارج من الملة.

سادسا: الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم السلام

مجمل المعتقد في الإيمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام:

نؤمن بأن الله سبحانه أرسل رسلا برسالات وأنبياء مبلغين إلى أقوامهم  مبشرين ومنذرين كل إلى قومه،  ليدعوهم إلى توحيد الله وعبادته، وأيدهم بالمعجزات الكافية لإيمان أقوامهم لكي لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة، فنؤمن بهم إجمالا ولا نخوض في تفاصيل أمورهم مما لا نعلم،ونؤمن تفصيلا بكل ما قص علينا القران والسنة من أسماء الأنبياء والمرسلين ومعجزاتهم وكتبهم وأقوامهم وأخبارهم، فنؤمن بهم جميعا ونحبهم جميعا ولا نفرق بين احد من الرسل والأنبياء عليهم السلام ولا نفضل أحدا عليهم.

عصمة الأنبياء عليهم السلام:

ونثبت للأنبياء جميعا الصفات الحسنة والأخلاق الفاضلة و العصمة من المعاصي والآثام.

أصناف الأنبياء عليهم السلام:

نؤمن بأن أول الأنبياء آدم عليه السلام وأن الله أرسل رسلا متعاقبين وقص علينا القرآن أسماء خمسة وعشرين منهم، وأن من أفضلهم أولوا العزم وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.

مجمل ما يعتقد به في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

ونؤمن بأن نبينا محمد عليه السلام هو سيد ولد آدم و خاتم الأنبياء والمرسلين لا نبي ولا رسول بعده، وأن الله أرسله كافة للعالمين جنهم وإنسهم وأيده بالمعجزات الكثيرة وأعظم معجزاته قرآن الكريم الذي هو كلام الله أنزله على نبيه.

سابعا: مجمل الإيمان في أتباع الملة المحمدية والاعتقاد في أمهات المؤمنين والصحابة والتابعين واتياهم من المسلمين

 

مجمل المعتقد في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم:

نؤمن بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم جميعا هن أمهات المؤمنين، وأنهن جميعا طاهرات عفيفات، ونترضى عليهن جميعا، وأن من تكلم في عرض عائشة بعد أن برأها الله في القران كافر خارج من الملة.

مجمل المعتقد في الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين:

نؤمن بأن الصحابة وهم من لقوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وماتوا على ذلك كلهم عدول نحبهم ونواليهم، ونبغض من شتمهم أو سبهم، ونمسك عما شجر بينهم من خلاف، وأن أفضلهم الخلفاء الراشدون الأربعة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة المبشرون بالجنة؛ طلحة و الزبير وسعد  وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة ثم السابقون من المهاجرين ثم أهل بدر ثم أهل أحد وهكذا، وأن الله رضي عنهم جميعا وهم خير القرون ثم التابعين ثم أتباع التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.

أصناف الناس في الفضل:

ولا نعتقد أن أحدا من البشر أفضل من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، ثم يليهم في الفضل أمهات المؤمنين و الصحابة على ما سبق ثم الأمثل فالأمثل، ونثبت الكرامة للأولياء بشرط صحة ثبوتها عن العلماء الثقات.

مجمل المعتقد في عموم المسلمين:

ونحب كل مؤمن موحد ونحسن الظن فيه ونواليه ونبغض معصية العاصي، ونبغض الكافر والمشرك والمنافق ولا نواليه، ولا نكفر أحدا من المسلمين بذنب ما لم يستحله، وأن كل ذنب عدا الشرك والكفر تحت مشيئة الله إن شاء عذبه به وإن شاء غفر له، وأن مصير الموحد الجنة وأنه لا يخلد في النار، ولا نحكم لأحد بعينه بجنة ولا نار إلا بما ظهر من شأنهم أو بحكم الشرع لهم، ونكل سرائرهم إلى الله سبحانه.

وجوب اتباع القرآن والسنة وجماعة المسلمين وعدم مخالفتهم:

ونتبع القران والسنة وجماعة المسلمين وأولاهم بالإتباع السلف الصالح من القرون الثلاثة وأئمة الهدى المتبعين، ونرى الخلاف على غير دليل والفرقة والشذوذ والبدعة في الدين جميعا شر يجب اجتنابه.

طاعة أولي الأمر في غير معصية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ونسمع ونطيع ولاة الأمر ولا نعصيهم ولا نخرج عليهم ما أطاعوا الله فينا فإن عصوه فلا سمع ولا طاعة، ونرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق القدرة والاستطاعة، ولا نقاتل مسلما إلا رد عدوان أو قتال بغاة متغلبين لم يصلحوا.

ثامنا: الإيمان باليوم الآخر

الإيمان بالقبر: نؤمن بأن القبر أول منازل الآخرة، ونؤمن بضمة القبر وبمنكر ونكير وبالسؤال، وأن القبر يكون روضة من رياض الجنة لأهل الإيمان والطاعة، أو حفرة من حفر النار لأهل الكفر والعصيان، وأن الله يبعثهم جميعا يوم القيامة، وكل ذلك لمن دفن أو لم يدفن.

الإيمان بأشراط الساعة: ونؤمن بعلامات الساعة الثابتة بالنصوص الشرعية ما ظهر منها كمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر وخروج الدجالين أدعياء النبوة ونار التي خرجت من الحجاز وغيرها. وما سيظهر من أشراطها كخروج المهدي وفتنة الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه السلام وخروج النار وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وخروج الدخان والخسوفات الثلاث وغيرها.

الإيمان بأحوال القيامة وأهوالها: نؤمن بالصعق والبعث والحشر والشفاعة والحساب والميزان والصراط والنار وجحيمها ودركاتها وأحوال أهلها، والجنة ونعيمها ودرجاتها والحوض ورؤية الله سبحانه عيانا وأحوال أهلها.

 

تاسعا: الإيمان بالقدر خيره وشره

الإيمان بالقدرة المطلقة لله سبحانه :

نؤمن بأن الله خالق كل شيء ومليكه ومدبر أمره ولا يكون من شيء إلا بأمره ومشيأته، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولن يكون، وأنه سبحانه على كل شيء قدير، وأن علمه محيط بكل شيء إجمالا وتفصيلا ما كان وما سيكون.

كتابة المقادير في اللوح المحفوظ:

نؤمن أنه سبحانه كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلقه وجرى به القلم في اللوح المحفوظ، وقد أخذ الميثاق على جميع بني آدم بطاعته وتوحيده في عالم الذر، وأنه سبحانه كتب أرزاق العباد وأعمارهم وآجالهم وشقيهم وسعيدهم وما يكون حتى قيام الساعة.

الإنسان بين التسيير والتخيير:

نؤمن بأن العبد مسير في أمور لا يحاسب عليها ولا يجازى كشكله ونسبه وخِلقته، وأنه مخير في أمور أخرى يحاسب على اختياره كالإيمان والكفر و الطاعة والمعصية والخُلق والتعامل، وأن ما كتبه سبحانه مما خيِّرَ به الناس كتابه علم وإخبار لا كتابة قهر وإجبار، والعبد يسعى في الأوامر والطاعات ويدع النواهي والمعاصي والمنكرات، ولا يتكل على الكتابة في اللوح، ونعتقد أن كل إنسان ميسر لما خلق له.

أفعال العباد والجزاء:

ونؤمن بأنه سبحانه خلق العباد وأفعالهم وهم لها كاسبون ولا يكون إلا ما شاء الله، ولايرضى لعباده الكفر والفسوق والعصيان ولا يحبها لهم، والعباد مأمورون بما أمرهم الله به ويجزون بالطاعة الحسنات، ومنهيون عما نهاهم عنه يجازون بالمعصية السيئات، وأن من قضى الله عليه بالنار فبعدله، ومن قضى له بالجنة فبرحمته، وليس لأحد على الله حجة.

أنواع الهداية التي بذلها الله سبحانه للعباد:

نؤمن أن الله سبحانه بذل للعالمين إنسهم وجنهم نوعان من الهداية؛

هداية دلالة لجميع المكلفين تعرِّف به سبحانه فأرسل رسلا وأنزل كتبا وبث آيات في الكون تدل عليه.

وهداية توفيق بذلها لمن سعى في أسبابها وحرص عليها وحرم منها من لا يستحقها ولم يسع لها، فلم يبذل هداية التوفيق للقوم الظالمين والكافرين والفاسقين والكاذبين.

ونحن مأمورون ببذل الهداية والدعوة لله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعموم الناس.

تغيير القدر وتبدله:

نؤمن بأن ما قدره الله على العباد من خير أو شر من الله سبحانه، وأن أمر المؤمن كله له خير إن صبر وشكر، وأن القدر لا يرفعه إلا الله وينفع في ذلك الدعاء والصدقة والبر والصلة، وأنه سبحانه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.

 

 

انتهى مجمل معتقد أهل السعادة في الدارين جعلنا الله جميعا منهم في أركان الإيمان مما ثبت بالقرآن والسنة، فمن آمن بمثله هُدي وعُصم ومن خالفه زل وذل وندم…

فلك الحمد ربنا بما مننت به وهديت إليه ووفقت عليه.

كتبه أفقر الورى إلى هداية الله وتوفيقه وعصمته

أبو همام أمجد بن علي بن محمد بن عبد الفتاح بن سعادة

الدايمي الحنبلي غفر الله له ولوالديه وزوجه وذريته

 وعموم المسلمين

آمين

 

كتب أُخرى