محمد says:
حلفت على القران على ان اترك الدخان ولم استطع فنكثت باليمين وانا الان نادم واشعر بغضب الله علي فكيف اكفر وهل لي كفاره فوالله ان نادم وماهي نصيحتك لاترك الدخان مع كل محاولاتي باءت بالفشل
الإجابة :
مشرف موقع وصفحات د.أمجد علي سعادة says:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن عليك إبتداء أن تخرج كفارة يمين ، وهي : كسوة عشرة مساكين أو إطعامهم فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، ويكون تقدير الكفارة بناء على متوسط طعام أو كسوة الشخص الحانث في اليمين ، وذلك لقول الله عز وجل : ( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (المائدة : 89) ، ثم إن ندمك على الوقوع في المعصية هو علامة على توفيق الله لك ، فقد أخرج أحمد في مسنده والترمذي في سننه وغيرهما بإسناد صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ” ، واعلم أن عليك الإقلاع فورا عن التدخين فاستعن بالله على ذلك ولا تعجز ، فعليك أن تضع نصب عينيك قبل أن تدخن أية سيجارة أن كل سيجارة تقوم بإشعالها وتدخينها تكون فيها عاصيًا لله عز وجل و مبذرًا في مالك وقد قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء :27) ، فلا يليق بمسلمٍ أن يرضى لنفسه بهذا الوصف القرآني ألا وهو وصف (إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) عياذًا بالله ! ، ثم إن عليك أن تدرك أن كل سيجارة تشعلها وتدخنها ستنعكس سلبًا على أبنائك فالأبناء بلا شك مغرمون بتقليد آبائهم والاقتداء بهم ولا نظن عاقلا يرضى لأبنائه أن يكون من المدخنين ، وأخيرا فإن عليك كي تعالج هذا الأمر علاجا جذريا و تقلع عن التدخين نهائيا أن تتجنب حمل علبة السجائر معك مطلقًا في أي وقت أو مكان ، وتتجنب أخذ السجائر من زملائك أو أصدقائك المدخنين فإن كثيرا ممن أقلعوا عن التدخين قد ابتلوا بالعودة إليه بسبب قبولهم لـ (عزومة زملائهم وأصدقائهم على السجائر ) فإن الأمر يبدأ بسيجارة أو اثنتين وينتهي بالعودة إلى التدخين ولاحول ولا قوة إلا بالله ، فجاهد نفسك وقم بما تقدم ذكره ، بل إن استطعت أن تتجنب مجالسة المدخنين – أثناء تدخينهم على الأقل – فهو أولى لك وأفضل ، واطلب الحول والقوة من الله جل وعلا وحده فإن العبد لا حول له ولا قوة على فعل الطاعات وترك المنكرات إلا بالله عز وجل وحده ، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى من القول والعمل .