sanolesa says :
السلام عليكم …
ما حكم الدعاء الذي يسمى بورد الرابطة؟؟؟
ما حكم استخدام المسبحة لضبط عدد التسبيحات كتسبيحات ما بعد الصلاة او التسبيح مئة مرة؟؟؟
جزاكم الله خيرا
مشرف موقع وصفحات د.أمجد علي سعادة says:
ورد الرابطة الذي أورده الشيخ حسن البنا رحمه الله في كتيّبه المعروف بالمأثورات وهو : ” اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك فوثق الله رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير، اللهم آمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ” ، هذا الورد حكمه حكم الدعاء المرسل فإذا دعا به المسلم أو دعت به المسلمة فلا حرج في ذلك ، لأن كلمات هذا الدعاء ليس فيها شيء محرم ، وأما أن يعتقد أن له فضيلة على غيره من الأدعية أو أنّ عليه أن يحافظ على الإتيان به مع أذكار الصباح والمساء التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها صار بذلك بدعة محرمة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” ، وكذلك إن قرئ هذا الورد بشكل جماعي فإن حكمه ينتقل أيضا من الجواز إلى الحرمة ، لبدعية الذكر بشكل جماعي ، فالإتيان بالأذكار والأوراد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان بشكل فردي ، ولم يرد اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في مجلس يذكرون الله تعالى فيه بشكل جماعي ، بل قد ورد في الأحاديث والآثار الصحيحة ما يفيد النهي عن ذلك ، فقد روى الدارمي في سننه بإسناد جيد عن عَمْرو بْن يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ، مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُلْنَا: لَا، بَعْدُ. فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ – وَالْحَمْدُ لِلَّهِ – إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ. قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حصًا، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً، فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ. قَالَ: «أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ»، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟» قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: «فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ». قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: «وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ» قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ “، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ ! .
أما استعمال المسبحة في الذكر والتسبيح ، ففيه تفصيل فإن اتخذها وسيلة للذكر والتسبيح كما في الأذكار التي تذكر بعدد معين كان ذلك مباحا ، أما لو اعتقد أن التسبيح بالمسبحة أدعى للقبول أو أجلب للبركة أو أفضل من التسبيح باليد فقد وقع في البدعة المحرمة ، بل قد جاء في القرآن قول الله عزوجل : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( يس:65) فقد ورد أن اليدين تشهدان أمام الله عزوجل بمَ استعملهما صاحبهما في الدنيا سواء بالخير أو الشر ، ولا شك أن التسبيح باليد أفضل لأنه السّنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الترمذي وابن حبان وغيرهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِهِ» ، وكذلك من الأمور التي تجعل استعمال المسبحة محرما أن يتخذها وسيلة للمباهاة والكبر كأن يتخذ مسبحة باهظة الثمن أو مصنوعة من الأحجار الكريمة مثلا فلا شك أن هذا كله من التبذير المحرم ، أو أن يتعمد حملها معه أمام الناس دائما ليُظهر نفسه أمامهم أنه من الذاكرين لله عزوجل كثيرا فهذا من الرياء ، نسأل الله العافية والسلامة.