استشارات الدكتور امجد سعادة

دور الصحبة الصالحة في الغربة والنفقات الزائدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على توصلكم معنا ومقدرين تعاونكم لنا
أنا طالب بأحد الجامعات بالهند.
وأتمنى أن أحصل على أسشارة
لي صديق طالب بنفس البلد لايعرف أن يمسك أمواله دائماً مايصرف أمواله بأشيء ليس لها داعي بالأساس
ويشتري أشياء غالية الاثمان ويدفع إيجار غرفة سكن غالية الثمن وكل ماشرحنا لهو انا وأهله وبعض الاصدقاء المتوجدون معنا بأن يجعل صرفه طبيعي يتعذر بأنه ليستطيع أن يجعل الاموال بيده وهو في خاطره شيء يود أن يشتريه
حاولت كثيراً بأن أمسك أمواله ولكن خفت وتجنبت أن يشك فيني بأن أخذت شيء من أمواله
فأتمنى من الاخوه المستشارون أن يفيدوني بحل مع صديقي بالغربه.
يرسل له بالشهر 28000 الف ربيه هندي مايقارب 2650 ريال سعودي
ويتم صرف المبلغ بالكامل قبل نهاية الشهر بخمسة عشر يوماً تقريباً
ومن المفترض أن يصرف كل شهر أقل شي 15.000 ربيه هندي مايقارب 1400 ريال سعودي
نحن بغربه ويجب أن نقف مع أخوانا حتى أخر لحظه.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد …
الأخ الفاضل حفظه الله .
ليس في الغربة من له أصدقاء وإخوة يحرصون عليه مثلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ، قال: لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم) فمناصحة أخيك واجب شرعي ، واحرص على أن لا تمل ، فإنك مأجور إن شاء الله .
ثم اعلم أنه إن عرف السبب سهل حل المشكلة ، وقد ذكرت أن أسباب هذا أمور وقد يكون غيرها ولكن هذه أهمها :
1. إن هذا الطالب يأتيه أكثر من حاجاته بل بضعف حاجته ، وعليه فيجب التعاون مع الأهل في تقنين المبلغ وتقليله ، لأن الغربة ليست دار ادخار أو توفير مال إلا لمن خرج لهذا الغرض.
2.إن هذا الطالب لديه مشكلة مركبة من وجود حاجات يمكنه تلبيتها، واعتباره بعض الكماليات أو حتى بعض ما لا حاجة له حاجة.
وعليه : فإنه ينبغي اعمار أوقاته بالمفيد النافع ، وتوجيه الإنفاق على نحو مثمر إما باستغلاله في دورات علمية ترفده في تخصصه ، أو في الإنفاق على طلبة محتاجين، أو في مشروعات خيرية …الخ
ولتكثر له من الأحاديث والقصص النبوي كيف أن رسول الله كان يأتيه المال فلا يمسكه، ويأتيه الرجل وعليه عباءة فيكسيه إياها ، وقال عنه بعض المؤلفة قلوبهم ممن أسلم من الصحابة ياقوم قد جئتكم من عند رجل يعطي عطاء من لا يخش الفقر، وهو مع ذلك لم يكن يتوسع في الدنيا ، لأن الدنيا دار ممر وليست دار مقر، فما شبع رسول الله من خبز شعير ثلاثة أيام قط ، وكان يمر الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيت رسول الله النار، وكانت أم المؤمنين زينب أم المساكين رضي الله عنها قد بلغها عطاء عمر فوزعته جميعا ، ودعت أن يبلغها عطاؤه بعد ذلك العام .
ثم لا بد من أن يوجه نحو تحديد رغباته ، وأخشى أن يكون هذا الطالب يحاول أن يجعل لنفسه مكانة أو يلفت انتباه الآخرين من خلال التوسع في الدنيا.
3. إن الطالب ظاهر أنه لا يحسن إدارة الأموال ، لأن أمواله تنتهي قبل نهاية الشهر.
وعليه: فيمكن التعاون مع الأهل لإرسال المبلغ على دفعات متعددة في الشهر، أو يمكن أو يرشد إلى طريقة الظروف المختومة في توزيع المصاريف ، حيث يوزع المبلغ على الأسابيع كل مبلغ في ظرف ، ولا يفتح الظرف إلا في بداية الأسبوع ، ويمكن أن تحفظ الظروف عند إنسان يثق هو به.
وأخيرا لا تغفل باب الدعاء ، فإنه يحل بالدعاء ما لا يحل بالدهاء.
أسأل الله أن يعينك وإخوانك في الغربة ، وأن يردكم سالمين غانمين ، في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مظلة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كتب أُخرى